[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يستعد متطوعون عراقيون من محافظة النجف لإطلاق الموسم الثاني من مشروع "إزرع شجرة" الذي يهدف إلى توسيع الغطاء النباتي والتشجيع على ثقافة التشجير.
موطني: ما هو مشروع "إزرع شجرة"، ومتى كانت البداية؟
أحمد حسين: "إزرع شجرة" هو مشروع تطوعي بحت، يقوم على فكرة بسيطة تتمثل باستقطاب أكبر عدد ممكن من المتطوعين والمشاركين في حملات تشجير جماعية ضمن مواقع وأماكن مختلفة.
هذه الفكرة خطرت على بالي نهاية العام 2011 وقررت ترجمتها على أرض الواقع، فكانت الخطوة الأولى بأن أطرحها على جميع أصدقائي عبر صفحة على موقع التواصل الإلكتروني "الفيسبوك" وأدعوهم للقيام بحملة تشجير، غير أنني لم أجد في البداية قبولا لها بينهم مما دعاني ذلك للإصرار على تنفيذ الفكرة بالتعاون مع أحد الأصدقاء ومن ثم مع عدد محدود منهم.
وبالفعل، قمنا بزراعة عدة شتلات وبدأنا ننشر صور لما يتم تنفيذه من أعمال تشجير على الصفحة. وبدأت تلقى هذه الصور إعجاب باقي الأصدقاء الذين أخذوا يتحمسون للفكرة وأبدوا استعدادهم للتطوع معنا كفريق عمل واحد، ومعه قررنا إطلاق مشروع "إزرع شجرة" واتفقنا على اختيار يوم 24 شباط/فبراير من العام الماضي الذي أسميناه "يوم النجف الأخضر" موعدا للتجمع والبدء بحملات تشجير أسبوعية ضمن موقع خصصته لنا بلدية النجف بعد إن وفرت لنا ما نحتاجه من شتلات.
وشهد ذلك اليوم حضور نحو 1000 شخص من شباب وأهالي النجف ممنْ تمت دعوتهم مباشرة أو عبر الإنترنت من قبل فريقنا للمشاركة في تلك الحملات، وباتت أعداد المتطوعين والمشاركين تكثر مع كل حملة وتحظى أعمالنا التي امتدت على مساحات أكبر باهتمام إعلامي كبير.
موطني: ما عدد المتطوعين والمشاركين الآن في حملاتكم؟
حسين: كان عدد المتطوعين في فريق "إزرع شجرة" بحدود 35 أما اليوم فنحن 54 متطوعا، أما عن المشاركين في الحملات فهم الآن بالآلاف من أصدقاء وأقارب متطوعينا ومن مواطني النجف وحتى من محافظات أخرى استجابوا لدعواتنا التي نطلقها من خلال صفحتنا الإلكترونية أو عن طريق وسائل الإعلام وملصقاتنا الدعائية.
وفي هذا السياق، أود القول إننا اليوم كمتطوعين ومشاركين من كافة الفئات العمرية ومن كلا الجنسين لا نعتبر أنفسنا أصدقاء فحسب وإنما أعضاء في عائلة واحدة نتفاعل ما بعضنا البعض بشكل يومي عبر تلك الصفحة ونتبادل الأفكار والمقترحات بما يخدم أهداف حملاتنا وتطلعاتنا.
موطني: هل ما تزال هذه الحملات مستمرة؟
حسين: نعم، وحاليا نستعد للبدء بالموسم الثاني من المشروع حيث اخترنا يوم الجمعة، 2 آذار/مارس، المقبل ليكون يوم النجف الأخضر الثاني الذي سيشهد انطلاق حملاتنا الزراعية للعام الجاري في عدة مواقع بالمحافظة يجري الآن تهيئتها للزراعة وتأمين الحاجة من مياه السقي ومن مستلزمات التشجير.
وهذه السنة سنركز على نوعية المزروعات وليس على كميتها كما كان في الموسم الأول حيث سنقوم في كل حملة بشتل نحو ثلاثة آلاف شتلة لنباتات زهرية وأشجار دائمة الخضرة تتحمل الأجواء العراقية كشجرة الأكاسيا، ونخطط أيضا لزراعة فسائل نخيل.
كما أن حملات هذا الموسم لن تقتصر على زراعة الشوارع وساحات المدارس وملاعب كرة القدم فقط، وإنما ستشهد أيضا تأهيل وتطوير ثلاثة أو أربعة منتزهات في أحياء شعبية بالنجف وتحويلها إلى حدائق نموذجية بدعم من بلدية المحافظة.
موطني: هل هناك جهات أخرى تدعمكم عدا بلدية النجف؟
حسين: بداية، عملنا هو عمل تطوعي كما ذكرت وهو غير ربحي فجميع أعضاء فريقنا ومعنا المشاركين نهدف إلى خدمة محافظتنا باعتبارنا مواطنين فيها وتقع على عاتقنا أيضا مسؤولية تطويرها دون الحاجة إلى أن نكون منظمة مدنية أو تابعين لأية جهة.
وبالنسبة للدعم فبلدية النجف مشكورة تهيئ لنا كل ما نحتاجه من شتلات ومتطلبات للزراعة وتتعاون معنا في تنفيذ أية مشاريع نقترحها كما هو الحال مع مشروع تأهيل المتنزهات.
أما عن باقي احتياجاتنا ومنها الزي الخاص الذي نلبسه وملصقات ترويج الحملة الإعلامية لنشاطاتنا فنحن نلجأ إلى تمويلها بالاعتماد على أنفسنا وعلى شركات مساهمة.
في الموسم الماضي، وفرت لنا شركة "البطاقة الذكية" قطع ملابس لزينا وتحملت طباعة منشورات دعائية، وفي هذا الموسم أبدت شركة "همر" للأجهزة الكهربائية استعدادها للإسهام في توفير جزء من هذه الاحتياجات.
موطني: إلى ماذا تطمحون في موسمكم الجديد؟
حسين: عندما أطلقت مشروع "إزرع شجرة" كان هدفي وهدف من معي هو تحويل محافظتنا النجف إلى واحة خضراء ونضرة يتمتع أهلها ببيئة نظيفة وصحية، ونحن مستمرون ببذل كل الجهود لتحقيق ذلك سواء من خلال العمل الميداني أو عن طريق توعية وتثقيف المواطنين بأهمية التشجير والعمل على زيادة رقعة الغطاء النباتي لما له من دور في الحد من الملوثات ومكافحة التصحر.
وطموحنا في هذا الموسم والمواسم المقبلة التوسع بالمشروع إلى باقي محافظات البلاد وإطلاق حملة كبرى تحت مسمى "يوم العراق الأخضر".