لعل بعضهم يجهل ما للشعارات من دور إذا ما استقرت في أذهان الناس وعقولهم، فإنها إن تبناها الإنسان ورددها مراراً تكن جزءاً في عقله الباطن تحركه وتحاكم تصرفاته.
ولذا كان على كل مجتمع يريد بناء نفسه وترميم ما حل به كي ينطلق إلى المستقبل بجد وحزم أن يراجع ما يتبناه عموم الناس من شعارات يرددونها ويتبنونها، وقد تأخذ هذه الشعارات شكل الأمثال الدارجة بين الناس، ولكنها في الحقيقة هي عبارات قصيرة تعبر عن طريقة تفكير المجتمع وعلى أساسها يسير.
وانطلاقا من هذا الأمر تعاهدت الكثير من المؤسسات الإعلامية والدعوية والمجتمعية أن تبث داخل مجتمعنا الجريح بعض الشعارات الإيجابية ذات التوجه الصحيح عسى أن تستبدل ما علق بالأذهان من عبارات يائسة ومثبطة.
وكان من ابرز هذه الشعارات (محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا)، فانطلقت حملة (محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا) للمرة الثالثة وبعد أن كانت في سنتها الأولى مقتصرة على بغداد توسعت لتشمل مئات الفعاليات في كثير من محافظات العراق في العام الثاني، وهاهي في عامها الثالث وفي الموعد نفسه - شهر ربيع الأول - تتوسع أكثر لتشمل كل العراق، وبآلاف الفعاليات المنوعة.
وهذا العام نريد أن ننطلق أكثر من الاحتفاء بالمولد إلى التطبيق العملي لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالاقتداء به صلى الله عليه وسلم طريق السعادة في الدنيا والآخرة.
هي دعوة لكل العراقيين والعرب والاجانب المسلمين أن يشاركوا في هذه الحملة المباركة بالفعل أو القول، وبالجهد أو المال، ليكون شهر ربيع الأول - كما نتمناه - شهر احتفاء واقتداء بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.