مكانة الحديث الشريف في الإسلام في برنامج "وحي من السنة النبوية"أخبار اقرأ,
2013-02-05,
عدد الزيارات: 21312,
عدد الردود: 11يقف الشيخ خليل ملا خاطر في حلقة الثلاثاء الموافق للخامس من فبراير على تعريف السنة عند أهل الحديث والأصوليين وهي كل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
ويدلج من ذلك إلى مكانة الحديث الشريف في التشريع الاسلامي، فهو ركن أساس لا يمكن الاستغناء عنه، ولا يمكن أن يستقيم استنباط أحكام الشرع على وقف مراد الله دون الرجوع للحديث النبوي.
والسنّة صنو القرآن الكريم وهي المصدر التالي له في استنباط الأحكام الشرعية، وهما معاً يشكلان دستور الأمة، ومنهج حياتها فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي خطب النس في حجة الوداع فقال: "يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه"
ولأن الحديث النبوي هو الناطق باسم السنة والمعبر عنها فإن اعتباره والتصديق به شق لا يمكن فصله عن الإيمان بالقرآن الكريم كالإيمان بالشهادتين فكما لا يكون الناطق بشهادة التوحيد مسلماً مالم يقر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فشهادة أن لا إله إلا الله لا تدخل صاحبها الاسلام حتى يشهد أن محمداً رسول الله، وانكار أي من الشهادتين كفر فكذلك فان انكار الحديث النبوي كمصدر أساسي للتشريع كفر كإنكار القرآن الكريم مصدراً أساسياً للتشريع.
وللحديث الشريف أهمية كبرى بالنسبة للقرآن الكريم فهو يأتي أحياناً مؤكداً لما جاء فيه. ويأتي الحديث الشريف مفصلاً لما جاء مجملاً في القرآن الكريم وذلك كبيان كيفية الصلاة والحج والزكاة ومقاديرها حيث جاءت في القرآن الكريم مجملة ولولا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمكن تنفيذ أمر الله عز وجل لعدم إمكانية معرفة السبيل الى التفاصيل المتعلقة بذلك الا من خلال الحديث النبوي. ويأتي الحديث أيضاً مقيداً لمطلق ما جاء في القرآن الكريم محدداً عين المقصود منه كالوصية التي أمر بها الشارع على الاطلاق، فقيدتها السنة بالثلث مقداراً، وبينت أيضاً أنها لا تصح لوارث. ويأتي الحديث مخصصاً لعموم الكتاب كما في قوله عليه الصلاة السلام " قَالَ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ" فهذا تخصيص لعموم القرآن الذي فرض توزيع التركة على الورثة .
وفوق هذا كله فان الحديث – السنة – تأتي بأحكام جديدة لم يتطرق إليها القرآن الكريم الا من خلال قوله جل وعلا " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا " { ا��حشر: 7} ومن ذلك تحريم الجمع في الزواج بين المرأة وعمتها أو خالتها، وتحريم لبس الذهب والحرير على الرجال وأكل لحوم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع.