[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقع 20 شيخ عشيرة عراقية في قضاء التاجي بمحافظة صلاح الدين يوم الأربعاء، 6 شباط/فبراير، على وثيقة تنص على طرد الأسر التي تساعد وتؤوي عناصر تنظيم القاعدة، من كنف العشيرة وتعهدوا أيضا بإبلاغ قوات الأمن عنها.
وقال الشيخ حردان عوسج، رئيس مجلس عشائر التاجي، في حديث لموطني إن شيوخ العشائر ورجال أمن وقوات الصحوة ورجال دين وقعوا الوثيقة في اجتماع عقده المجلس واستغرق ثلاث ساعات.
وأضاف عوسج أن "الاجتماع تمخض عن عدة قرارات تتعلق بالوضع الأمني، أهمها التبرء من العوائل التي تأوي الانتحاريين وعناصر القاعدة".
وأوضح عوسج أن الوثيقة الموقعة جاءت إثر تفجير إنتحاري وقع في التاجي تسبب بمقتل خمسة من عناصر قوات الصحوة وجرح 21 اَخرين وذلك أثناء تجمعهم لتسلم رواتبهم وفي عقب هجوم اَخر استهدف قوات الأمن المتواجدة قرب سور سجن التاجي.
وأكد عوسج أن "الاتفاق حظي بتأييد رجال الدين الذين باركوه وعدوه واجبا شرعيا في الإبلاغ عن الجماعات الإرهابية".
من جانبه، قال الشيخ سليمان الجبوري، شيخ عشيرة الجبور، في التاجي لموطني إن العشائر الموقعة تمثل جميع سكان المدينة.
وبين الجبوري أن العشائر الموقعة "فقدت أبنائها في تلك التفجيرات، وتجد أن اقتلاع جذور بعض الخونة من المتعاملين مع الإرهابيين ومساعديهم أو من الإرهابيين أنفسهم أمر صحيح وشرعي".
وأشار إلى أن عشائر الجبور واللهيب والمشاهدة والجنابيين والسميلات وزوبع والحمدانيين وبني تميم والمحامدة والجميلة وألبو خليفة والدليم وألبو عيث، قد وقعت جميعا على الوثيقة.
’لا مكان بيننا لمن يتعاون مع القاعدة‘
أما الشيخ جبار الجنابي، شيخ عشيرة الجنابيين في قضاء التاجي، فأشار إلى أن الموقع الجغرافي للتاجي الذي يضعها بين بغداد ومحافظة الأنبار وصلاح الدين هو السبب في أن "تسعى القاعدة للحصول على نفوذ فيها لتكون منطلقا لهجمات إرهابية" تستهدف هذه المحافظات.
"لذا، فإن هذا الاتفاق سيعزز من فرص فرض الأمن ومنع هدف القاعدة بالسيطرة على المدينة"، على حد قوله.
وتابع الجنابي "كنت أول من بدأ تنفيذ الاتفاق، إذ كان أحد أفراد عشيرتي مشتبها به وقمت أنا ووالدته وشقيقه الأكبر بتسليمه إلى الشرطة".
"لن يكون هناك مكان لأي شخص بيننا يثبت أنه يتعاون مع القاعدة بعد اليوم لأنه لا يستحق الحب ولا الاحترام ولا الشفقة"، حسبما أضاف في حديث لموطني.
الشرطة بحاجة لتعاون الأهالي
من جهته، قال العقيد سلام ناجي، معاون قائد شرطة التاجي، في حديث لموطني إن "عشائر المنطقة سلمت للشرطة معلومات مهمة حول ثلاثة أشخاص تورطوا بإيواء انتحاري وسيارة مفخخة وعدد من المسلحين" قبل وقوع الهجمات التي استهدفت القوات الامنية ، مضيفا أن المحكمة أصدرت مذكرة اعتقال بحقهم وتم ضبطهم.
وأضاف ناجي أن "الشرطة لا يمكن لها أن تضبط الأمن في أي مكان ما لم يكن هناك تعاون من السكان، وهذا ما سيحصل حاليا بعد الاجتماع وتوقيع الوثيقة العشائرية".
بدوره، وصف الشيخ نعمة عبد الكريم، إمام وخطيب جامع التاجي الكبير، الوثيقة بأنها "تمثل وجهة نظر مشتركة بين أهالي المدينة من العشائر ورجال الدين".
وقال عبد الكريم في حديث لموطني "باركنا الاتفاقية لكنه مع الأسف جاء ذلك بعد سقوط ضحايا أبرياء بفعل تفجيرات القاعدة".
وأضاف "نأمل من الجميع أن لا يعتبر الاتفاق مرحليا بسبب ما حدث وأن يلتزموا به كونه واجبا شرعيا انطلاقا من قاعدة فقهيه واضحة في الدين الإسلامي تحرم مساعدة القاتل على قتل المسلم وغير المسلم وأي إنسان وتنذره بعذاب عظيم".